rose مـشـرفـة قـســـم
عدد المساهمات : 2342 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
| موضوع: بريد الجمعة يوم 24 سنتمبر2010 الجمعة 24 سبتمبر 2010, 2:57 am | |
| بريد الجمعة لجريدة الأهرام ( عدد يوم 24 سبتمبر 2010 ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بريد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ليوم ( الجمعة 24 / 9 / 2010 ) يكتبه : خيرى رمضان[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يـوم الجـــمعة أنا ياسيدي رجل في السابعة والأربعين من العمر نشأت في أسرة بسيطة وسط أب متدين وأم فاضلة وهي ربة منزل وثلاثة أولاد وبنتوقد تزوجوا جميعا والحمد لله وأنا أكبرهموبعد أن حصلت علي الثانوية العامة وأجدت إحدي اللغات الاجنبيةاتجهت للعمل وبفضل الله ودعوات أبي وأمي التي كانت لاتنقطعأصبحت موفقا في عملي وأصل إلي إدارة المكان الذي أعمل فيه وبسرعة كبيرة وارتبطت مشاعري خلال هذه الفترة باحدي بنات عميالتي كانت رائعة الجمال والطيبة والأدبوما إن صارحتها بمشاعري حتي فوجئت أنها تحمل لي نفس المشاعر والأحاسيسوكانت سعادتي لاتوصف فصارحنا الأهل وتمت الخطبة وبدأنا في تجهيز عش الزوجية وتزوجنابعد قصة حب نادر حدوثها في هذا الزمنوحمدنا الله أن جمعنا معا حيث إن بنت عمي هذه كانت مرغوبة للزواج من علية القوم وما تبع ذلك من مشكلات ورزقنا الله بطفلة جميلة وأخري بعدها بأربع سنواتوبنيت شقة أكبر من التي تزوجنا بها وأثثتها بأحدث الاثاث وترقيت في عملي فانتقلت من بلدتنا مع زوجتي وبنتي إلي تلك المدينة الساحلية وهي أجمل بقعة في مصر ووفرت لي الشركة التي أعمل بها شقة في فيلا وسيارة وراتبا كبيراوذهبت بنتاي للمدارس في هذه المدينة وأصبحت أموري ميسورةفاشتريت قطعة أرض لمستقبل البنتين وسيارة خاصةوأصبح لي رصيد محترم في البنكولم ننس أهلنا وأقاربنا فكنا إلي جوارهم دائما نحب ونرحب بزياراتهم لنا دائماوذات يوم شكت زوجتي من بعض الآلام فذهبنا إلي الطبيب وأعطاها بعض الأدوية وبعد أسبوع ازداد الألم عليها فأشار علينا الطبيب وهو صديق للأسرة بالنزول إلي بلدتنا ومراجعة أستاذ دكتور هو يعرفه وسافرنا إلي الطبيب الآخر الذي طلب بعض التحاليل والأشعات وما إن رآها حتي انفرد بي وأخبرني أن زوجتي مريضة بهذا المرض اللعين وفي مرحلة متأخرة جدا ووقع الخبر علي وقع الصاعقة وتماسكت وعدنا إلي المنزل فأخبرتها بما قاله الطبيب وأنني سوف أقوم بعلاجها في العاصمة في أحدث المستشفياتوأن العلم تقدم و...و... فما كان منها إلا أن قالت إنني سوف أعالج هنا وسط أهلنا وليقضي الله أمرا كان مفعولا وأصرت علي ذلك بشدة فلم أجد بدا من تحقيق رغبتهاورشح لنا دكتور صديق أحد الدكاترة الكبار في الأوراملإجراء العملية الجراحية وتحدد ميعاد العملية التي استمرت نحو أربع عشرة ساعة تم فيها استئصال أماكن الورم من معظم الجسم وفي هذه الأثناء أضطررت للانقطاع عن عملي وتصادف أن تغير مجلس إدارة الشركة فأرسلت لهم كل المستندات عن ظروفي فلم يقدروها وقبل أن يتخذوا قرارا بفصلي من العملقدمت استقالتي وقررت بعد أن أخبرني الطبيب المعالج أن الأعمار بيد الله لكن هذه الحالات الصعبة العمر لا يتعدي عدة شهورفقررت أن أبقي إلي جوار زوجتي هذه الأشهر والتي هي آخر نصيبها من الدنيا وليحدث ما يحدث بعد ذلك يــــُتــــبــــع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عدل سابقا من قبل rose في الجمعة 24 سبتمبر 2010, 3:04 am عدل 1 مرات | |
|
rose مـشـرفـة قـســـم
عدد المساهمات : 2342 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
| موضوع: رد: بريد الجمعة يوم 24 سنتمبر2010 الجمعة 24 سبتمبر 2010, 2:58 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وبدأنا رحلة العلاج الكيماوي الرهيبة وكم كنت أري آلامها من هذا العلاج وهذا المرض الذي لا يرحم فقد بدأت حالتها تسوء وأصبح بصرها يضعف شيئا فشيئا وكنت أتعذب وأنا أري الألم يرتسم علي وجهها الجميل وهي تحاول أن تخفيه كي لا تعذبني وأصبحت لا أستطيع أن أحبس دموعي حين أسرح لها شعرها ويتساقط الشعر في الفرشاة وأنا أحاول جاهدا أن أحبس دموعي وأخفي الفرشاة في وقت واحد أو حين تتحسس الموبايل حين تطلبها احدي البنتين وهو إلي جوارها وأناولها إياه ولا تستطيع الرد عليه وأصبحت أفعل كل ما بوسعي لأرفع من روحها المعنوية لكن آلامها كانت أبرح من ذلك بكثير وأصبح يومي هو المبيت معها وفي الصباح الذهاب للبنتين لإحضار الطعام لهما وإغلاق الشقة عليهما والعودة للمستشفي أو اصطحابهما لزيارة أمهما حين لا تكون في نزاع مع الألم وهي أوقات قليلة جدا وبدأنا الاستعانة بأقوي المسكنات القانونية وغير القانونية لتسكين الألم دون جدوي وانتقلنا من مستشفي لآخر ومن مركز لآخر دون جدوي وصعدت روح زوجتي إلي بارئها في يوم جمعة حين أذن المؤذن لصلاة الجمعة بعد رحلة علاج استمرت حوالي سبعة أشهر ووجدت نفسي وحيدا ومعي طفلتان لايكادان يدركان ما حل بهما ولا بأمهما وأصابني حزن شديد لم أستطع الخروج منه وقد وجدت نفسي وقد فقدت كل شئ فلا عمل ولا أرض ولا سيارة ولا نقود ولا صحة فقد أصابني مرض السكر من شدة الحزن وتدهورت صحتي بسرعة وأصبحت نحيلا حتي إن من عرفني سنوات وسنوات يحملق بي الآن ليعرفني أنا أم لا وأصبحت وأنا كنت أكثر الناس مرحا لا أعرف معني الضحك أو الابتسام رغما عني حتي ان طفلتي ورغم ما حل بهما من تغيير في حياتهما من مستوي الي آخر تماما أصبحا يسألانني أنت مكشر ليه يابابا؟! وهذا يحدث رغما عني ولا أشعر به وظهر لي معدن الأصدقاء فلم أجد من المخلصين سوي اثنين أو ثلاثة بجانبي قدر استطاعتهم والمشكلة يا سيدي انني لا استطيع نسيان معاناة زوجتي وآلامها الفظيعة مع هذا المرض اللعين وأتذكر كل محاولاتها اخفاء هذا الالم عني وأتذكر كم كانت تقاسي من هذا الوحش الذي ينهش في اجساد مرضاه بلا هوادة ولا رحمة ولا يعلم آلامه سوي الله ومرضاه الذين يقاسون هذه الآلام جنبنا الله واياكم هذا المرض وجميع المسلمين يارب العالمين وبعد مرور خمس سنوات علي وفاة زوجتي الحبيبة وبعد أن غرقت في الديون وتخلي عني جميع من ظننتهم الي جواري قابلت احد رجال الاعمال الذي اسديته صنيعا يوما وما ان رآني لم يصدق وأصر علي عملي في احدي شركاته في مكان بلا عمل تقريبا منذ أربعة أشهر ولكن للأسف في نفس المحافظة البعيدة واضطررت للبعد عن ابنتي وتركهما مع جدتهما وهي أمي لاستمرار الحياة ومحاولة البدء من جديد وأصبحت بين مطرقة البعد عن احبائي وسندان متطلبات الحياة والحمدلله وللاخت كاتبة رسالة آلام الخوف أقول بارك الله فيك باحساسك الجميل وليكن دعاؤنا في كل جمعة: ربي لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه فهو القادر سبحانه وتعالي علي أن يخفف ألم المتألمين والذي لا يعلمه سوي الله ومن يقاسون هذا الألم وهو الرحمن الرحيم سيدي.. لا اعتقد انك في حاجة الي كلمات مني عن ملاكك الراحل وان الله طهرها بالألم فكانت من الصابرين علي قضائه الراضين بابتلائه فذهبت اليه راضية مرضية في ساعة ويوم مباركين مثل هذه الانسانة يحزن علي فراقها ويسعد لها لانها ستكون حيث وعد الله الصابرين المؤمنين يفوتنا كثيرا ـ يا صديقي ـ أن أقدارنا تأتي الينا في موعدها هذه الأقدار التي كتبت لنا وعلينا ولا يستطيع أي منا تغييرها يأتينا الموت وهو الحق المعلوم والنهاية الحتمية التي نعرفها منذ لحظة الميلاد وعلينا أن نستعد لها فالحياة الدنيا مهما طالت قصيرة وحياتنا الأبدية هي التي ذهبت اليها شريكة حياتك وسنلحق بها فلماذا اذن تصيبنا الدهشة ويسكننا الحزن الموت واحد مفاجئا أو مبشرا صامتا أو مدوياوما قد يبدو سببا له كالمرض أو الحوادث لا يغير في حقيقته ومعناه ونتائجه وتبقي الحكمة لله وحده علينا أن نقبلها صاغرين وما حدث لزوجتك ربما كان لحكمة منها الكشف عن معدنك الاصيل ومعادن من حولك من الصادقين او الهاربين من الدعم والمساندة استميحك عذرا ان تطل بعينيك علي الرسالة المجاورة لك سوف أحيا ففي التضاد بين البشر والحكايات تتجلي حقيقة الانسانية وتتكشف المعاني الحقيقية للخير أو الشر سيدي.. لم تطلب مساعدة أو عملا وحرصت علي تأكيد ذلك في سطورك الخاصة لي ولكنه الحزن الذي جعلك تبوح وتفضفض لنا لذا أقول لك من أجل زهرتيك طفلتيك الجميلتين الحزن يجلي النفوس يعيد اليها نقاوتها فتصالح مع واقعك ابتسم للحياة وثق في عدل الله ورحمته احتو طفلتيتك قدر استطاعتك احك لهما دائما عن جمال امهما وحبها وعطائها وكيف عشتما قصة حب والم رائعة واسع الي تغيير وضعك الوظيفي بتنمية مناطق قوتك حتي تترقي في عملك أو تبحث عن عمل آخر حتي تتمكن من أن تصطحب طفلتيك معك فلا يطول غيابك عنهما وثق كما وضع الله في طريقك صاحب العمل ينتشلك من البطالة ويمد لك يده ليعينك علي مواصلة رحلتك في الحياة فهو قادر علي أن يرزقك ويعينك علي تلك المسئولية الكبيرة فالقادم أصعب ولكن مثلك لا خوف عليهم فبإيمانك اجتزت الصعب كل الدعوات لزوجتك الراحلة ولك ولزهرتيك ولوالدتك الكريمة واعانك الله وزاد من صبرك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
rose مـشـرفـة قـســـم
عدد المساهمات : 2342 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
| موضوع: رد: بريد الجمعة يوم 24 سنتمبر2010 الجمعة 24 سبتمبر 2010, 3:01 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ســـوف أحــــيـــا استفزتني كلمات رسالة آلام الخوف كثيرا وذكرتني بنفسي وأرجو منك يا سيدي أن تتذكرني كنت قد كتبت لك منذ ما يقرب من العام ردا علي رسالة طريق الطلاق أحكي لك فيها كيف أنني فعلت جهدي مع رجل أقل مني اجتماعيا ولم يقدم لي في زواجي منه سوي الظلم ومع هذا قاتلت باستماتة لتستمر حياتنا حتي ينشأ طفلي نشأة سوية وأراحني ردك كثيرا واثبتته لي الأيام كيف أن حالنا أفضل ألف مرة انا وطفلي بدونه وأحكي قصتي كاملة أوجهها لتلك الفتاة المرتعبة التي تموت كل يوم بسيف أفكارها وحده وكلي أمل أن تغير قصتي مجري تفكيرها أنا فتاة ولدت بمرض وراثي في الدم ولست وحدي بل أنا وأغلب أخوتي وكان والدي رجلا صالحا رحمه الله فكان يدعو الله ويتجلد بالصبر أمام الآلام المبرحة التي تصيبنا كنوبات وبعد ذهابها نعود فنمارس حياتنا بشكل طبيعي وتميزنا ولله الحمد وكنا فخرا له ولأمي حتي رحل عن الحياة وتركنا في مراحل التعليم المختلفة فأكملت أمي بكل صبر الرحلة ورزقنا الله بأب كريم ساعدها فينا فقد كان من المستحيل أن تحمل عبئنا وحدها فمرة يحتاج أحدنا لمحاليل ومرة لنقل دم والعجيب في هذا المرض أنه ممكن أن يختفي بالسنوات وممكن أن يظهر بلا مقدمات! كنا نعيش حياتنا بأقصي طاقة وبلا خوف وتمر لحظات الألم بالدعاء والصبر والرضا التام بما كتبه الله علينا وكان أبي يعلمنا أننا أفضل من الأشخاص الذين لم يذوقوا عناء المرض وعجزه لنا أن نتفاءل بمنزلتنا المرتفعة في الجنة وبذنوبنا المكفرة بتلك الآلام! مات أبي شابا في أوائل الأربعينيات بذاك المرض ورحل أحد أخوتي وأقربهم لقلبي وهو في منتصف العشرينيات بالمرض نفسه بسبب نقص المناعة وأي عدوي تكون واردة وكان الطبيب يقول: لا تخالطوا الناس لتجنب العدوي وذهبنا للجامعات ولميادين العمل ونجحنا وعشنا بكامل طاقتنا وبأقصي قدراتنا ولم ير من حولنا فينا هذا الألم وتقدم لخطبتي رجل وتحدثت معه في هذا الأمر بكل وضوح وبساطة وكان ذلك قبل وفاة أخي كان منبهرا بتميزي والفارق الاجتماعي بيننا فلم يعر الأمر أدني اهتمام وتم الزواج وكان سعيدا يشعر بأنه قد فاز وتجلت لي طبيعته المادية جدا بعد الزواج فحثني بكل جهد علي العودة لميادين العمل وحدث حملي وانهرت في بداية عملي واضطررت رغم امتعاضه أن ابقي في البيت لموعد ولادة طفلي ثم رحل أخي وانهرت في ذلك الوقت وكدت أموت واحتجت لتدخل جراحي وبنك دم لأنقاذ حياتي وحياة الطفل فوقف يتشاجر مع أمي ويقول لي لو ستموتين موتي في مستشفي عام قدر الله سيحدث في أي مكان وتوسلت له أمي وقالت إنها ستتصرف في المال ولا تريد منه قرشا ودخلت مستشفي كبيرا وكانت ليلتي قاسية جدا فأنا أفيق من البنج وكل آلام الدنيا عندي وطفلي يكافح ليبقي حيا علي جهاز التنفس الصناعي وصورة أخي الذي كنت أدخل المستشفي أنا وهو أحيانا في وقت واحد لا تفارق وجهي أنت يا عزيزتي تخافين من أشياء عشتها في خيالك فقط ومن خلال كتبك الدراسية وتاريخ عائلتك المرضي أما أنا فعشت الكابوس حيا هذا أخي ونفس تاريخي المرضي قد رحل في زهرة عمره وتركني خلفه للنذل الذي تزوجته لم يترك احدا إلا أخبره بكل ازدراء وكذب كيف أنه سيطلق المريضة التي انخدع وتزوجها والحقيقة التي كنت أعلمها أنه لم يحصد ما ظن أنه سيحصده من زواجه مني فقرر تقليص الخسائر علي نفسه والرحيليــــُـتــــبــــع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
rose مـشـرفـة قـســـم
عدد المساهمات : 2342 تاريخ التسجيل : 08/04/2010
| موضوع: رد: بريد الجمعة يوم 24 سنتمبر2010 الجمعة 24 سبتمبر 2010, 3:01 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتركني والطفل علي يدي في أول شهور عمره وغادر واكتشفت مع الولادة أنني مصابة بعدوي فيروسية في الكبد من نقل الدم وكنت مريضة بحق في تلك الأيام أسكن بيتا وحدي وتسدد أمي مشكورة الايجار وتحضر لي ما أحتاجه في حدود ما تستطيع وأنا مريضة بالكاد أقوي علي خدمة نفسي والطفل وبقيت انتظر الموت بل وأتمناه وأنا التي منذ عام فقط قبل تلك الأحداث كنت فتاة جميلة يطرق بابها العشرات وتعيش حياتها بكل طبيعية! نبذتني الحياة وشبح أخي الراحل يطاردني بكل اصرار وتملكني احساسك اليقيني بالهلاك نفسه وكنت أنظر لطفلي بكل شفقة وأفكر في مصيره الذي سيكون أفضل لو رحلت بعجزي عن عالمه وتركته لأمي الصابرة تربيه وهو ابن ستة أشهر أخي مدفون تحت الأرض وأنا مدفونة فوق الأرض وأرسل الله لي جارة صالحة طرقت بابي يوما ودخلت عالمي فغيرت قناعاتي وأعادتني برحمة الله للحياة هناك مقولة تقول الشجاع يموت مرة والجبان يموت ألف مرة قالت لي أمامك خياران لا ثالث لهما إما أن تقومي الآن وتبحثي عن أسباب علاجك وإما أن تقتلي نفسك بعقلك كل يوم حتي يقرر الله متي يرسل لك ملك الموت لتموتي حقا وحكت لي عن قريبها الذي كان يقول سأموت شابا وفجأة وكيف أنه بالفعل مات شابا وفجأة أخبرتني كيف أن المرء هو الذي يقرر مصيره بالحياة ويرسم خطوطه بعقله أولا قبل فعله وقالت حديث الله عز وجل الذي قال فيه( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) أخبرتني كيف انني يجب أن أخجل من نفسي لسوء ظني في رب أحياني وأنجاني وطفلي من الموت ومن عشرة زوج ظالم هل تعلمين زوجي هذا كان يقول أنا طالب من ربنا يخدني وما يمرضنيش أنا مستحملش أكون عيان قبل أن يتركني مباشرة اكتشف اصابته بفيروس كبدي وأنا واثقة في عدل الله وكيف أنه سيلبي دعوته ويريني فيه عجائب قدرته كنت أسأل نفسي: هل يصل الظلم بصاحبه لدرجة العمي هكذا! ووجدت أنه يفعل ما يذهل أي شخص عاقل أنه من الظلم يا عزيزتي أن يسيء المرء الظن في قدره الي هذا الحد وأنت التي حباك الله بنعمة التفوق وكليات القمة والعلم والصحة فكيف نسيت في زحمة هذا كله أن لك ربا كريما سيكمل عليك نعمته ويصرف عنك كل سوء توقفت عن سوء الظن بالله وتفاءلت كثيرا ورددت لنفسي كل الكلمات الايجابية وبكيت لله وتوسلت ليشفيني وذهبت أطرق الأبواب لأول مرة بحثا عن الشفاء وجربت كل ما وصل لعلمي أنه ينفع في حالتي ورزقني الله بوظيفة عبر الأنترنت يطيقها جهدي واستعين بها علي تربية ولدي وأنا التي كنت عالة علي من حولي وتغيرت حالتي الصحية بشكل معاكس مع تغير حالتي النفسية جربت نعمة العافية وأكمل الله منه علي فظهرت تحاليل ولدي الذي كان يعيرني أبوه به ويقول إنه سيأتي مريضا كأمه وهو ولله الحمد ليس كذلك والآن ولله كل الحمد والثناء وصلت لمرحلة الاستقرار ولم تمنعني تجربتي السيئة مع والد طفلي ومعايرته لي بالمرض من التفكير في الزواجوأقابل الآن من يتقدم لي بلا أي مشكلة وسأكون صريحة مع الشخص المناسب وأخبره بحقيقة وضعي كاملة وظني في الله انه سيرسل هذا الذي يكون رجلا وصديقا وأبا لطفلي وسأنجب مرة أخري فكما قال لي طبيبي في آخر مرة ذهبت لمراجعته أنت عرفت طريقك ومبقتيش محتاجاني روحي عيشي يا بنتي أنت زي الفل وخرجت من عنده وأنا أنظر للسماء وأبكي كم أنت كريم يا رب!! صدقيني يا فتاة عيشي حياتك بأقصي قوتك وتحدثي مع الله كل لحظة بمخاوفك وتوسلي له ليصرفها واستعيني علي نفسك بأقصي طاقة تفاؤل وتوقفي عن الانتظار فهو مر جدا ولا تنتظري من الله سوي الأفضل وتذكري قول النبي( لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله) فلو كنا حتي نوشك علي مفارقة الحياة لا يمنعنا هذا من انتظار رحمته في كل لحظة لأنه أهل لها ولا أنسي وجه أخي المبتسم الذي عاش قويا وناجحا وصامدا يحارب مرضه بكل بسالة ويعيش حياته بلا لحظة تذمر واحدة وطيفه الذي كان شبحا يلازمني بكل رعب الدنيا في مرضي صار الآن ملاكي الحارس ورفيقي الذي يذكرني كم أنني محظوظة لأنني مازلت علي قيد الحياة ومادمت كذلك سأحيا بالأمل كما كان هو يوما رحمه الله وأعانك علي حسن الظن به [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|