يقول دكتور إيهاب عيد، أستاذ الصحة العامة والطب السلوكى بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس: "للطفل ثلاث وظائف رئيسية، الوظيفة الأولى هى اللعب، وهى الوظيفة التى خلقه الله من أجلها، وهى تعتبر بمثابة وسيلة ثقافة للطفل بمعنى أن الطفل يعرف كيف يلعب، فالطفل المتعلم هو الذى يعرف كيف يلعب، بينما الطفل الذى لا يعرف كيف يلعب يعتبر بمثابة الطفل الأمى، والطفل الذى عنده ألعاب كثيرة ومتنوعة يكون، فى رأيى، كرجل عنده مكتبة ضخمة من المعلومات، وهناك آباء للأسف يعتبروا شراء الألعاب من الأمور التى تضيع المال، أو من التركيز على التفاهات فى جوانب حياة الطفل".
ويضيف دكتور إيهاب عيد قائلا: "العلم والدين والفطرة أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن اللعبة هى أداة عمل للطفل كالسماعة للطبيب، وهناك حديث شريف يقول: "من ذهب منكم إلى السوق فاشترى تحفة ورجع بها إلى عياله فكأنما تصدق على قوم محاويج ولتبدءوا بالإناث قبل الذكور"، وهذا الحديث يوضح لنا مدى الرقة والشياكة فى التعامل مع البنات منذ الطفولة، والنظر إلى قيمة اللعبة، واللعب مع الطفل فى رأى النبى صلى الله عليه وسلم".
والوظيفة الثانية تتمثل فى الاستكشاف والتجريب، فالطفل الأذكى والعامل فى مجاله، والذى سنسميه مجازاً مجال الطفولة العلمية، هو الذى يسأل كثيراً ويجرب، فبالتالى يبدو وكأنه يخرب كثيراً لكن نظراً لشغفه وفضوله وحبه لاكتشاف المجهول، فإنه يمارس العديد من التجارب، فمرة يعيد التاريخ نفسه فيقلد نيوتن، ويسقط الكوب بالأرض فينكسر ليكتشف الجاذبية الأرضية، فنضربه على الفور، وذلك لأنه اكتشاف غير اقتصادى فى رأينا نحن الكبار، ويستمر فى عمل أشياء تبدو لنا أنها غريبة وينقد هذه التصرفات بعض الآباء والأمهات، فحقيقة نحن نستشعر أن الطفل يشبه برنامج النوافذ المفتوحة، فهو وكل حواسه فى حالة حساسية واستعداد لاستقبال كافة أنواع المعلومات لكن علينا أن نرسل المعلومات الصحيحة ليستقبلها".
ويؤكد دكتور إيهاب عيد أن الوظيفة الثالثة هى الأهم قائلا: "الوظيفة الثالثة تتمثل فى الخطأ، فإذا كان طفلك لا يخطأ وكان مثاليا بشكل واضح، فأرجو أن يسرع الوالدان فى عمل اختبارات الذكاء العلمية المتخصصة وعمل فحص لنسبة هرمون الدرقية، لأن هناك أمهات كثيرة تكون فى قمة سعادتها، عندما تقول إن ابنها هادئ لا يتحرك كثيراً، ولا يحدث أى نوع من أنواع المشاكل، ولكننا اليوم نقول لها اسرعى فى عمل الفحوصات اللازمة لأن هذه العلامات قد تكون ضوءًا أحمر لخطر على ذكاء أو نفسية الطفل، فلا يوجد على سطح الأرض طفل يخطئ تماماً".